الخميس، 4 فبراير 2010

ديسكو إسلامي

5/2/2010
الزعماء العرب كانوا مجتمعين في غرفة مغلقة، وكان الصراخ والهواش والاتهامات بين الزعماء على اشدها - حلوة اشدها - وكل واحد منهم مطلع ملفاته، وخططه، في كيفية مهاجمة اسرائيل، والقضاء عليها، الا زعيم واحد ساكت ويفكر..
طبعا الزعماء استغربوا من سكوته، يعني اكيد وراه شي، فسألوه: ها يازعيم، بشنو تفكر؟ اكيد انت عندك الحل والخطة الكاملة! طبعا بعد ان تنحنح، وتعدل وضبط شنبه، قال لهم: انا مستغرب، شلون هالطاولة الكبيرة مالت الاجتماعات مدخلينها من هالباب الصغير!
الحين بنقل لكم مشهد من مجلس الامة، الحكومة تتحدث ساعة، ساعتين، وعشر.. وتطلع ملفات واوراق، وحسابات ومشاريع وميزانيات، ومليارات واقتراحات عن التنمية.. ونقاشات واعتراضات، واللي يسأل عن الخطة واللي يسأل عن التفاصيل، والمشاريع والاولويات، الا كم نائب كانوا ساكتين ويفكرون.. سألوهم: خير شنو رايكم؟ بعد التفكير وبعد ما عدلوا غترهم، وقعدتهم، وشواربهم، ولحيتهم، قالوا: وين الشريعة الاسلامية في التنمية؟
الكل استغرب من ملاحظة النواب الاشاوس، لانه كلنا مسلمون، ولا اعتقد انه في نائب او وزير، يعبد الاصنام، ويقدم القرابين لهبل! ولا في خطة التنمية اكو بناء بارات وديسكوات للرقص، او بناء كازينوهات للقمار، او تخصيص شاطئ للعراة، او تخصيص اراض لبناء مصانع للخمور، ولا في الخطة اكو بناء اندية للمثليين، ولا بناء معابد لليهود.. يعني شنو علاقة الشريعة الاسلامية بالتنمية ما عرفت؟ الا اذا كان هدف النواب انهم يطلعون اي شي، ويثبتون غصب انهم اسلاميون!
وصايرين مثل «المرائي» اللي كل يوم يروح لصديقه، ويقوله: انا امس صليت عشرين ركعة صلاة الليل لمن تعب رفيجه منه، ونصحه انه ما يقول ولا يتكلم عن صلاته، لان المؤمن الحقيقي ما يكشف عن اعماله! الرجل يومين ثلاث ساكت، بس ماقدر، تاليها راح حق رفيجه وقال له: اخوي، عطني قلاص ماي، لانه مثل ما تعرف، صلاة الليل تعطش!
وهذه هي حالة نوابنا، خلاص عرفنا انكم اسلاميون، وتصلون، وتصومون، وتروحون، الحج ثلاث مرات بالسنة، بعد بتدخلون اي شي اسمها الشريعة بس علشان تثبتون انكم اسلاميون مو حلوة! خلاص يبه يا حكومة، ابنو المباني والمستشفيات بدرايش اقواس، يعني اسلامي.. ها شرايكم، صارت التنمية اسلامية ولا ما صارت!